رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

لماذا قرر 2000 عسكري من نظام الأسد العودة إلى سوريا بعد فرارهم للعراق؟

حسين على

الخميس, 19 ديسمبر, 2024

10:08 م

أرشيفية

أعلنت القوات العراقية يوم الخميس إعادة نحو ألفي جندي سوري إلى وطنهم بعد أن لجأوا إلى العراق خلال الأسابيع الماضية عقب سيطرة قوات المعارضة السورية، بقيادة "هيئة تحرير الشام"، على العاصمة دمشق دون مقاومة تُذكر. جاء هذا التحرك في إطار طلب مباشر من هؤلاء الجنود للعودة إلى سوريا بعد حصولهم على ضمانات بالعفو من السلطات السورية الجديدةة.

تفاصيل إعادة الجنود

وفقاً لبيان الجيش العراقي، تمت إعادة 1905 ضباط وجنود عبر معبر القائم الحدودي، حيث تم تسليمهم رسمياً إلى قوة حماية سورية. وأكد البيان أن أسلحة الجنود لا تزال بحوزة وزارة الدفاع العراقية، وسيتم تسليمها للحكومة السورية المقبلة بمجرد تشكيلها.

خلفية الأزمة وانهيار النظام السوري

يعود فرار الجنود إلى العراق إلى الثامن من ديسمبر 2024، عندما سقطت دمشق في حملة عسكرية مفاجئة شنتها قوات المعارضة المسلحة، مما دفع الرئيس بشار الأسد إلى الفرار إلى روسيا. هذا الانهيار السريع جاء نتيجة سنوات من الاستنزاف العسكري، حيث تحول الجيش السوري إلى قوة غير منظمة تعتمد بشكل كبير على الحلفاء الإيرانيين والميليشيات اللبنانية والعراقية المدعومة من إيران.

تقرير التوازن العسكري لعام 2020 أكد أن الجيش السوري كان يعاني من ضعف هيكلي وأزمات داخلية كبيرة، بما في ذلك انخفاض الروح المعنوية والغضب من الفساد المتفشي. كما أشار مسؤولون أميركيون إلى انشقاقات ر واسعة النطاق وتبديلات في الولاءات داخل الجيش قبل سقوط النظام.

ضمانات العودة وشروطها

قبل إعادتهم، وقع الجنود السوريون على تعهدات تطالب بالعفو عنهم وضمان عدم تعرضهم لأي ملاحقات قضائية. كما طالبت القوات العراقية السلطات السورية الجديدة بمعاملة الجنود العائدين بشكل إنساني وضمان عودتهم إلى أسرهم.

دور الحلفاء والانسحاب الإيراني

مصادر أمنية أكدت أن الجيش السوري اعتمد على مستشارين عسكريين إيرانيين وجماعات مسلحة موالية لهم. ومع ذلك، انسحب العديد من المستشارين الإيرانيين وقوات حزب الله في الربيع بعد تصاعد الضربات الإسرائيلية على دمشق. غياب هؤلاء الحلفاء ترك القيادة العسكرية السورية في حالة من الفوضى، حيث فقدت القدرة على وضع استراتيجية دفاعية فعالة، خاصة في مناطق استراتيجية مثل حلب.

مصير الجنود بعد العودة

تظل التساؤلات قائمة حول مستقبل الجنود الذين قرروا العودة، وسط تعهدات بالعفو وضمانات حقوق الإنسان. لكن طبيعة الظروف السياسية والعسكرية الجديدة في سوريا ستحدد مدى التزام السلطات بتلك التعهدات، في وقت لا تزال فيه البلاد تعاني من آثار سنوات طويلة من الحرب.

عودة مرتبطة بالتغيرات السياسية

هذه العودة ليست مجرد خطوة إنسانية أو عسكرية، بل ترتبط بتحولات جذرية في المشهد السياسي السوري، حيث تم تعيين حكومة مؤقتة بقيادة أحمد الشرع المعروف بـ"أبو محمد الجولاني"، وتنتظر سوريا تشكيل حكومة جديدة قد تحمل معها بداية مرحلة جديدة للجنود العائدين.